«بسم الله الرحمن الرحيم». قد علم القومص بيمند-جعله الله ممن ينظر لنفسه، ويتفكر فى عاقبة يومه وأمسه-نزولنا [بعد حصن الأكراد] (?) على حصن عكار، وكيف نقلنا المنجنيقات اليها من جبال تستصعبها الطيور لاختيار الأوكار، وكيف صبرنا على جرها على مناكدة الأوحال ومكابدة الأمطار، وكيف نصبنا المنجنيقات على أمكنة يزلق النمل عليها إذا مشا (?)، وكيف هبطنا فى تلك الأودية التى لو أن الشمس من الغيوم ترى بها ما كان غير جبالنا لها (?) رشا، وكيف صابرت رجالك الذين ما قصرت فى انتخابهم، وحسنت بهم استعانة نايبك الذى انتخا (?) بهم.
وكتابنا يبشرك بأن علمنا الأصفر قد نصب مكان علمك الأحمر، ولصوت الناقوس صار عوضه «الله أكبر». وإن من بقى من رجالك أطلقوا ولكن جرحا (?) القلوب والجوارح، وسلموا [و] (?) لكن من ندب السيف إلى بكاء النوايح.
وما اطلقناهم إلاّ (141) ليحدثوا القومص بما جرى، وليحذروا أهل طرابلس لا يغتر بهم حديثك (?) المفترى، وليروهم الجراح التى أريناهم بها نفاذا ومنها تفادا، ولينذرونهم (?) لقاء يومهم هذا، فيقولون للضيوف الضيوف، والحتوف الحتوف، والسيوف السيوف، ويفهمونكم (?) انكم ما بقى من حياتكم إلى القليل، وليحققوا عندكم انهم ما تركونا إلا على الرحيل. فمن زهد فى حياته وذهاب ماله واولاده