من أمر الله الحذر، ولا يحمى (?) من جنده محجوز البناء بصخور الحجر. نعلمه بما سهّل الله من فتوح حصن الاكراد، الذى حصنته وبنيته وعليته وملحته وحليته، وكنت الموفق لو خليته. واتكلت على اخوتك فى حفظه فما نفعوك، وقصدت (?) بصنيعهم فيه بالاقامة فضيعوا أنفسهم وضيعوك. ولا شك أنهم ابذلوا جهد الاستطاعة، ولكن الكثرة غلبت الشجاعة، خصوصا إذا اجتمعت الكثرة والشجاعة. وما كانت هذه العساكر تنزل على حصن فيبقى، ولا تخدم (?) (138) سعيدا فيشقى، ولا يتأخر عن طاعتها سيف ولا سنان. فلذلك ما نزلت على حصن إلا وأخذ إما بالسيف وإما بعد الامتنان بالأمان. وعلى كل حال نحن نبشّر المقدم بسلامة نفسه إذ كانت له الحقيقة فى البشارة، ويتيقن أن الربح فى باطن الأمر، وإن كان فى الظاهر الخساره؛ وهى سلامة النفس التى لا يتعوّض عن ذهابها الميت. وينبغى للعاقل أن لا يفوّت المصلحة حتى يقول ليت، ويقول بعد [الأخ لا كانت] (?) الأخوه: وبعد رب البيت لا كان البيت. فهذه أمور لله يصرفها، والعاقل يتفكر فيها ويعرفها، فالله يلهمك رشدا تحفظ به ما بقى، ويرزقك توفيقا تختار به لنفسك السلامة وتبقى».

ذكر نبد من اخبار حصن الاكراد

كان الملك صنجيل لما نزل طرابلس لا يقطع الغارات عن هدا الحصن وما قاربه من الحصون. ثم انه قصده فى سنه ست وتسعين واربع مايه، وحاصره واشرف على اخده. فاتفق قتل جناح الدوله صاحب حمص، فطمع فى حمص، ورحل عنه، ثم انه هلك. وملك بعده ولده بدران، فمشا (18) على عاده ابيه فى اديه هذا الحصن،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015