وحيدة بشباة الرمح هازمة … عساكر الليل إن حلّت بواديها
ما طنّبت قطّ فى أرض مخيّمة … إلا وأقمر للأبصار راجيها
لها غرايب تبدو من محاسنها … إذا تفكّرت يوما فى معانيها
فالوجنة الورد إلاّ فى تناولها … والقامة الغصن إلاّ فى تثنّيها
قد أثمرت وردة حمراء طالعة … تجنى على الكفّ إن أهويت تجنيها
صفر غلائلها حمر عمائمها … سود ذوائبها بيض لياليها
كصعدة فى حشا الظلماء طاعنة … تسقى أسافلها ريّا أعاليها
وصيفة لست منها قاضيا وطرا … إن أنت لم تكسها تاحا يحلّيها
ما إن تزال بطول الليل لاهية … وما بها غلّة فى الصدر تظميها
تحيى الليالى نورا وهى تقتلها … بئس الجزاء لعمر الله يجزيها
بيضاء غرّاء ما تنفكّ ساهرة … تقصّ لمّتها طورا وتعليها
لولا اختلاف طباعينا بواحدة … وللطباع اختلاف فى مبانيها
بأنّها فى سواد الليل مظهرة … تلك التى فى سواد الليل أخفيها
لو أنها علمت فى قرب من نصبت … من الورى لثنت أعطافها تيها
وقوله الذى يشهد له لا عليه، ويميل كلّ ذو (كذا) لبّ إليه.
ولقد شربت مع الحبيب مدامة … عذراء إلاّ أنها شمطاء
والروض بين تكبّر وتواضع … شمخ القضيب به وخرّ الماء