وحيدة بشباة الرمح هازمة … عساكر الليل إن حلّت بواديها

ما طنّبت قطّ فى أرض مخيّمة … إلا وأقمر للأبصار راجيها

لها غرايب تبدو من محاسنها … إذا تفكّرت يوما فى معانيها

فالوجنة الورد إلاّ فى تناولها … والقامة الغصن إلاّ فى تثنّيها

قد أثمرت وردة حمراء طالعة … تجنى على الكفّ إن أهويت تجنيها

صفر غلائلها حمر عمائمها … سود ذوائبها بيض لياليها

كصعدة فى حشا الظلماء طاعنة … تسقى أسافلها ريّا أعاليها

وصيفة لست منها قاضيا وطرا … إن أنت لم تكسها تاحا يحلّيها

ما إن تزال بطول الليل لاهية … وما بها غلّة فى الصدر تظميها

تحيى الليالى نورا وهى تقتلها … بئس الجزاء لعمر الله يجزيها

بيضاء غرّاء ما تنفكّ ساهرة … تقصّ لمّتها طورا وتعليها

لولا اختلاف طباعينا بواحدة … وللطباع اختلاف فى مبانيها

بأنّها فى سواد الليل مظهرة … تلك التى فى سواد الليل أخفيها

لو أنها علمت فى قرب من نصبت … من الورى لثنت أعطافها تيها

وقوله الذى يشهد له لا عليه، ويميل كلّ ذو (كذا) لبّ إليه.

ولقد شربت مع الحبيب مدامة … عذراء إلاّ أنها شمطاء

والروض بين تكبّر وتواضع … شمخ القضيب به وخرّ الماء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015