الصاحب بن عبّاد (-385 هـ) حول اعتزازه بكتاب الأغاني. فعنه أنه قال: إنه كان يحمل معه في رحلاته من الكتب ما بلغ حمل ثلاثين جملا أو 117 ألف كتاب؛ حتى إذا وصل إليه كتاب الأغاني أغناه عن ذلك كله.
تعرّف ابن الدواداري على الأدبيات التاريخية العربية، التي لم تكن ضمن دراسات فتوّته، أثناء عمله في جمع موادّ لأعماله الأدبية، وقد اهتمّ بشكل. خاصّ بالتاريخ المصري. بل إنّ بعض الأعمال التاريخية عن مصر هي التي دفعته للتفكير بكتابة عمل تاريخيّ شامل يخلّد ذكره بين المؤرخين المسلمين. وتحتلّ مصر وتاريخها مكانا بارزا في عمل ابن الدواداري التاريخي الكبير: «كنز الدرر وجامع الغرر».بدأ ابن الدواداري كتابه فيما يعرف بالجزء الثاني منه اليوم، بتاريخ الشعوب قبل الإسلام-مع اهتمام خاصّ بتاريخ مصر القديم-ليؤرّخ بعد ذلك لظهور الإسلام والخلافة الراشدة فالأمويين والعباسيين وصولا إلى المملكة التي عاصرها، نعني السلطنة المملوكية. ويبدو أنه بعد أن أنهى «الجزء الثامن» الخاص بالعصر المملوكي فكرّ بإضافة جزء تقديميّ في شكل الأرض والأفلاك، مما يعطي تاريخه طابعا عالميا كما كان متعارفا عليه آنذاك لدى المؤرخين. هكذا أضاف جزءا تقديميا استمد أكثر موادّه من «مرآة الزمان» لسبط ابن الجوزي (-654 هـ).وكان قد استخدم «مرآة الزمان» في تاريخه قبل كتابة الجزء التمهيدي في الأخبار المتعلقة بغرائب البلدان والزمان، والأنباء عن الزلازل والانقلابات والنوائب الطبيعية. وربط ابن الدواداري التركيب الجديد لتاريخه ذي الأجزاء التسعة، بالأفلاك التسعة