النعمة. فسلّمت فردّ عليها عمر فقالت له: أنت عمر بن أبى ربيعة؟ قال لها: أنا هو، فما حاجتك؟ قالت: حيّاك الله وقرّبك! هل لك فى محادثة أحسن الناس وجها، وأتمّهم خلقا، وأكملهم أدبا، وأشرفهم حسبا! قال:
ما أحبّ إلىّ ذلك! قالت: على شرط، تمكننى من عينيك حتى أشدّها وأقودك، حتى إذا توسّطت الموضع الذى أريد، حللت الشدّ، ثم أفعل ذلك بك عند إخراجك حتى آتى بك مضربك. قال: شأنك. ففعلت ذلك به. قال عمر: فلما انتهيت إلى المضرب الذى أرادت، كشفت عن وجهى، فإذا بامرأة على كرسىّ لم أر مثلها قط جمالا وكمالا. فسلّمت وجلست. فقالت: أنت عمر بن أبى ربيعة؟ قلت: أنا ذاك. قالت: أنت الفاضح للحراير؟ قلت: وما ذاك؟ جعلت فداك. قالت: ألست القايل <من الكامل>:
قالت وعيش أخى ونعمة والدى … لأنبّهنّ الحىّ إن لم تخرج
فخرجت خوف يمينها فتبسّمت … فعلمت أنّ يمينها لم تحرج
فتناولت رأسى لتعرف مسّه … بمخضّب الأطراف غير مشنّج
(203) فلثمت [فاها آ] خذا بقرونها … شرب النّزيف ببرد ماء الحشرج
ثم قالت: [قم] فاخرج عنّى. ثم قامت عن مجلسها. وجاءت المرأة
(12 - 15) قالت. . . الحشرج: انظر الأغانى 1/ 191 حاشية 2
(13) تحرج: انظر الأغانى 1/ 191 حاشية 4
(15) شرب النّزيف: انظر الأغانى 1/ 191 حاشيتين 7 - /8/الحشرج: انظر الأغانى 1/ 191 حاشية 9
(16) عن: فى الأغانى 1/ 192: «من»