فقال لى عبد العزيز: جايزة لك على صدق حديثك، وجايزة على شعرك. فرحت بألفى دينار.
وعن عثمن بن حفص عن أبيه قال: رأيت نصيبا وكان أسود خفيف العارضين ناتئ الحنجرة.
وعن عبد الرحمن بن أخى الأصمعى عن عمه قال: كان النصيب يكنا أبو الحجناء، فهجاه شاعر من أهل الحجاز فقال <من الطويل>:
رأيت أبا الحجناء فى الناس حايزا … ولون أبى الحجناء لون البهايم
تراه على ما لاحه من سواده … وإن كان مظلوما له وجه ظالم
فقيل لنصيب: ألا تجيبه! فقال: لا ولو كنت هاجيا أحدا لأجبته، (139) ولكن الله أوصلنى بهذا الشعر إلى خير، فجعلت على نفسى أن لا أقوله فى شرّ، وما وصفنى إلا بالسواد وقد صدق، أفلا أنشدكم؟ قالوا:
بلى ويا حبذا. فأنشدهم قوله <من الكامل>:
ليس السواد بناقصى ما دام لى … هذا اللسان إلى فؤادى نابت
من كان يرفعه منابت أصله … فبيوت أشعارى جعلن منابت
كم بين أسود ناطق ببيانه … ماض الجنان وبين أبيض صامت
إنى ليحسدنى الرفيع بنايه … من فضل ذاك وليس بى من شامت
(14) منابت: فى الأغانى 1/ 352: «منابتى»