نبيّا، أو قتله نبىّ، وهو بعينه قول الآخر: (239) كان عثمان أتقى لله أن يقتله علىّ، وكان علىّ أتقى لله أن يقتل عثمان.

وانتهبوا داره، وقالوا: كيف يحلّ لنا دمه، ولم يحلّ لنا ماله؟ فقالت امرأته:

لصوص والله، ما الله أردتم بقتله، ولقد قتلتموه صوّاما قوّاما، يقرأ القرآن فى ركعة، قال الشاعر:

لعمر أبيك فلا تكذبنّ … لقد ذهب الخير إلاّ قليلا

لقد فتن الناس فى دينهم … وأبقى ابن عفّان شرّا طويلا

حسّان بن ثابت يرثى عثمان، فقال:

أبكى أبا عمرو لحسن بلائه … أمسى رهينا فى بقيع الغرقد

وكأنّ أصحاب النّبىّ عشيّة … بدن تنحّر عند باب المسجد

الوليد بن عقبة يرثى عثمان، ويهدّد، ويقول:

بنى هاشم ردوا سلاح ابن أختكم … ولا تنهبوه لا تحلّ مناهبه

فهم قتلوه كى يكونوا مكانه … كما غدرت يوما بكسرى مراذبه

بنى هاشم كيف العداوة بيننا … وعند علىّ سيفه وجنائبه

وقال حسّان:

صبرا جميلا بنى الأحرار لا تهنوا … قد ينفع الصّبر فى المكروه أحيانا

يا ليت شعرى وليت الطير تخبرنى … ما كان شأن علىّ وابن عفّانا (1)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015