حياة جمهورهم بين الانتجاع والارتياد لا يقر لهم في ذلك قرار وانما كانوا ينتمون الي شئ ثابت هو القبيلة التي يقرون بها ويحتمون بها ويخضعون لقوانينها فالعربي قرشي وتميمي وهذلي وسعدي وجهني وبكري واذا عز عليه الانتماء الي الفخذ انتمي الي البطن ثم الي العمارة ثم الي الفصيلة ثم الي القبيلة ثم الي الشعب الكبير: العدناني او القحطاني او القطاعي علي ما في القضاعي من خلاف.
ومن النادر جدا ان ينتمي العربي الي موطن معين فمن هذه النوادر ما ذكر في نسب الشاعر عارق الطائي واسمه قيس بن جروة قالوا في نسبته: الطائي الأجئي فاحتفظوا بنسبته الاصلية وهي الطائي واضافوا الي نسبته الأجئي وهي نسبة الي أجأ: احد جبلي طيء: أجأ وسلمي وفي الخزانة ويقال لولده الأجئيون لإقامتهم بأجأ.
وعارق هذا شاعر جاهلي وكان يعاصره شاعر اخر هو ابن عمه وله هذه النسبة البلدانية ايضا وهو ثرملة بن شعاث بن عبد كثري الأجئي ذكره التبريزي في شرح الحماسة بهذه النسبة وقد ذكره ابن دريد في الاشتقاق بدون هذه النسبة البلدانية