كذلك: أسامة بن زيد عندما ذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليشفع في المخزومية التي سرقت، وذلك حتى لا تقطع يدها -وبنو بني مخزوم قبيلة قوية وشريفة- قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو غاضب: (أتكلمني في حد من حدود الله).
ولم يأت أسامة بن زيد رضي الله عنه بالمبررات ويقول: إن هذه المرأة من عائلة كبيرة، وسيحدث مشاكل في المجتمع المسلم، وهذه أول مرة لها، لا، كل هذا الكلام لم يفكر فيه، بل قال: استغفر لي يا رسول الله، فمباشرة عرف أنه قد أخطأ، فلا جدال، ولا محاورات ولا مناقشات، ولذا فإن المستفيد من ذلك هو الشخص المخطئ، لأنه هو الذي سيتوب من الذنب، ولأنه الذي كان سيحاسب عليه، فالله رحمه بأن يسر له من ينصحه في الله، ويقول له: أنت أخطأت، ومن أجل هذا نريد أن نوسع صدورنا عند النصيحة، لما يأتيك أحد ويقول لك: إنك مخطئ، ففكر في الذنب ولا تفكر بصورتك أمام هذا الرجل، بل تب بسرعة لعل الله عز وجل أن يقبض روحك وأنت تائب خير لك من أن يقبضها وأنت على معصية.