المفهوم الثاني: مفهوم في منتهى الخطورة، ألا وهو: أن الأخوة مسئولية، وليست مجرد كلمة تقال أو إحساس يشعر به الإنسان، الأخوة ليست أخذاً بلا عطاء، وليست مصالح تقضى لك كلما ازدادت معارفك، وليست قوة في سلطانك كلما ازدادت علاقاتك، يعني: أنت عندما يكون لك معرفة في رئاسة الحي تستطيع أن تحصل على ترخيص، ولو عندك معرفة في المرور تستطيع الحصول على الرخصة لو كانت مسحوبة منك، ولو عندك معرفة في وزارة التربية والتعليم تستطيع أن تدخل طفلاً قبل السن القانوني، ليس هذا هو المقصود من الأخوة ومن كثرة المعارف، إنما الأخوة تبعات ومسئولية، وهذا على العكس من المفهوم السائد عند كثير من الناس، فالأخوة تضحية وبذل وعطاء وإنفاق، إنفاق بلا مردود أو بلا طلب مردود، الأخوة إيثار على النفس، الأخوة حب خالص من القلب لا يراد به إلا وجه الله تعالى.