كليله ودمنه (صفحة 290)

يطعمك إياه؟ قالت اللبؤة: كنت أصيد الوحش وآكله. قال الشغبر: أرأيت الوحش التي كنت تأكلين، أما كان لها آباء وأمهات؟ قالت: بلى. قال الشغبر: فما بالي لا أرى ولا أسمع لتلك الآباء والأمهات من الجزع والضجيج ما أرى وأسمع لك؟ أما أنه لم ينزل بك ما نزل إلا لسوء نظرك في العواقب وقلة تفكيرك فيها، وجهالتك بما يرجع عليك من ضرها. فلما سمعت اللبؤة ذلك من كلام الشغبر عرفت أن ذلك مما جنت على نفسها، وأن عملها كان جوراً وظلماً، فتركت الصيد، وانصرفت عن أكل اللحم إلى الثمار والمسك والعبادة. فلما رأى ذلك ورشان الذي كان صاحب تلك الغيضة وكان عيشه من الثمار. قال لها: قد كنت أظن أن الشجرة عامنا هذا لم تحمل: لقلة الماء، فلما أبصرتك تأكلينها، وأنت آكلة اللحم، فتركت رزقك وطعامك وما قسم الله لك،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015