قال الحسن: هو المؤمن أجاب الله فى دعوته، ودعا الناس إلى ما أجاب الله فيه من دعوته وعمل صالحاً فى إجابته فهذا حبيب الله، هذا ولى الله، أسلم لله وعمل بطاعته، ودعا إلى الله، فالدعوة إلى الله أفضل مقامات العبد (?).
وقال ابن كثير رحمه الله: هذه الآية عامة فى كل من دعا إلى خير وهو فى نفسه مهتد (?) .. وهذا النوع أفضل أنواع الإنسان وأعلاهم درجه عند الله يوم القيامة وهم ثنية الله تعالى فى الخاسرين فى قوله تعالى: {وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} (?).
فأقسم الله - عز وجل - على خسران نوع الإنسان إلا من كمُل نفسه وكمَّل غيره بوصيته له بها ولهذا قال الإمام الشافعى – رحمه الله – لو فكر الناس كلهم فى سورة العصر لكفتهم ثم قال: وبيان ذلك أن المراتب أربعة باستكمالها يحصل للشخص غاية كماله:
أحدهما: معرفة الحق.