فمن الناس من يختار العبادة والعزلة ثمناً للجنة، والعبادة والعزلة طيبة ولكنها ليست مقصودة .. فالمقصود بالذات أن تبلغ هذه العبادة للناس لأنك من أمة سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - ولست من أمة سيدنا نوح - عليه السلام -.
فعن أبى هريرة – - رضي الله عنه - قال: مر رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشعب فيه عيينة من ماء عذبة فأعجبته فقال: لو اعتزلت الناس فأقمت فى هذا الشعب فذكر ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: " لا تفعل، فإن مقام أحدكم فى سبيل الله أفضل من صلاته سبعين عاماً ألا تحبون أن يغفر الله لكم ويدخلكم الجنة، اغزوا فى سبيل الله، من قاتل فى سبيل الله فواق ناقة وجبت له الجنة ". رواه الترمذى (?)
والعزلة: إنما هى أمر طارئ ضرورى قد يلجأ إليه الإنسان حينما تأتى ظروف معينة، كما فى الحديث الذى رواه أبو ثعلبه فى قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} (?) فقال: أما والله، لقد سألت عنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: " بل ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر حتى إذا رأيت شحاً مُطاعاً وهوى مُتبعاً ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذى رأى برأيه ورأيت أمراً لابد لك منه فعليك بنفسك ودع