الأرض من كل نوع من البشر وكل لون من الحياة وكل مظهر من مظاهر المدنية، لا يرى فى الحياة الإنسانية المادية عوزاً وفراغ ولم تكن فى المدنية وظيفة شاغرة يترشح لها مترشح جديد، وكانت كأس الحياة مترعة فائضة لا تطلب المزيد.
فى هذه الحال ظهرت أمة فى جزيرة العرب ووجد نوع جديد من البشر، وكأنى بالأمم المعاصرة وهى تتساءل: أى داع إلى ظهور أمة جديدة والأمم على وجه الأرض كثيرة منتشرة وما شغل هذه الأمة الحديثة وما مهمتها فى العالم .. ؟!
هل بعثت الأمة للزراعة؟
إذا كانت هذه الأمة إنما بعثت للزراعة وعمارة الأرض فقد كان فى فلاحى الطائف وأكارى مدينة يثرب، وزراع وادى الفرات والنيل وربوع كنكا وجمنا غنى عن أمة زراعية جديدة فقد أصبحت أراضى هؤلاء الفلاحين وبلادهم جنة تدر لبناً وعسلا، وإذا كان المسلمون إنما بعثوا ليشتغلوا بالزراعة فقط فلماذا لم يبعثوا فى العراق والشام وفى مصر والهند مثلاً وهى بلاد مخصبة زراعية ولماذا كان مبعثهم فى وادٍ غير ذى زرعٍ؟