بوسادتين فشقها ثم أدخل الحبل فيهما فلم يستطيعوا أن ينهوه وإنما أروه التهاون وعرفوا ما أرادوا.
فأراد استخراجهم وعليه درع له كأنها إضاة وعباءة بعير قد جابها وتدرعها وشدها على وسطه بسلب وقد شد رأسه بمعجرته وكان أكثر العرب شعره ومعجرته نسعة بعير ولرأسه أربع ضفائر قد قمن قياماً كأنهن قرون الوعلة فقالوا: ضع سلاحك فقال إنى لم آتكم فأضع سلاحى بأمركم. أنتم دعوتمونى فإن أبيتم أن آتيكم إلا كما أريد وإلا رجعت فأخبروا رستم فقال: ائذنوا له. هل هو إلا رجل واحد فأقبل يتوكأ على رمحه وزجه نصل يقارب الخطو ويزج النمارق والبسط فما ترك لهم نمرقه ولا بساط إلا أفسده وتركه منتهكاً مخرقاً فلما دنا من رستم تعلق به الحرس وجلس على الأرض وركز رمحه بالبسط فقالوا: ما حملك على هذا .. ؟ قال: إنا لا نستحب القعود على زينتكم هذه. فكلمه فقال: ما جاء بكم .. ؟ قال: إن الله - سبحانه وتعالى - ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله ومن ضيق الدنيا إلى سعتها ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام.
فقاال رستم: ويحكم لا تنظروا إلى الثياب ولكن انظروا إلى الرأى والكلام والسيرة إن العرب تستخف باللباس والمأكل ويصونون الأحساب .. الخ (?).
وأخرج جرير فى تاريخه عن أبى عبدة العنبرى قال: لما هبط المسلمون المدائن وجمعوا الأقباض أقبل رجل بحق معه فدفعه إلى صاحب