نكون مستعدين لمقتضيات الدين على كل الأحوال وإن كان الحال غير موافق للأعمال .. فحال المدينة المنورة بعد وفاة النبى - صلى الله عليه وسلم - وارتداد العرب وأراد ملك الروم أن يغزوا العرب ومع كل هذه الأحوال .. ... أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - ما نظر إلى هذه الأحوال ولكن نظر إلى أمر الله - عز وجل - وأمر الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - وأنفذ جيش أسامة فكانت النصرة من الله مائة فى المائة.
قال عبد الله بن مسعود .. أتدرون من ميت القلب .. ؟ قالوا .. ومن هو .. ؟ قال: الذى لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً.
بعد القيام بالأوامر تكون الفيصلة من الله إما بهداية أهل الباطل ... أو دمارهم، مثل سحرة فرعون كانوا ستين ألف هداهم الله - سبحانه وتعالى -.
الجهد لتهيئة القلوب والنفوس لتقبل الأوامر فى جميع الأحوال .. الآن قد نكون على الأوامر ولكن فى أحوال معينة .. حال الفرح .. أما الحزن لا .. حال الرخاء .. أما الشدة لا .. حال الصحة .. أما المرض لا.
الصحابة مع رقيهم فى الجهد زاد خوفهم، سيدنا على - رضي الله عنه - وكرم الله وجهه فى آخر حياته يتململ تململ السليم (الملدوغ) غير مطمئن .. وهكذا نجد خوف الذي على الحصير بسيط، وخوف الذي فى الدور الثلاثين شديد .. وخوف الذي فى الطائرة أشد .. فالصحابة - رضي الله عنه - عنهم كانوا كلما زاد جهدهم زاد خوفهم.