ومن صور البلاء (نقص الأموال):
أخرج البيهقى عن أبى عمران قال غزونا المدينة يريد القسطنطينية، وعلى الجماعة عبد الرحمن بن خالد بن الوليد والروم ملصقوا ظهورهم بحائط المدينة فحمل رجل على العدو فقال الناس مه مه لا إله إلا الله يلقى بيده إلى التهلكة فقال أبو أيوب - رضي الله عنه - إنما أنزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار لما نصر الله نبيه وأظهر الإسلام قلنا: هلم نقيم فى أموالنا ونصلحها فأنزل الله - سبحانه وتعالى - {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} (?) فالإلقاء بأيدينا إلى التهلكة أن نقيم فى أموالنا ونصلحها وندع الجهاد. قال أبو عمران: فلم يزل أبو أيوب يجاهد فى سبيل الله حتى دفن بالقسطنطينية (?).
وهذا دليل على أن الصحابة - رضي الله عنهم - بسبب انشغالهم بالدين جاءهم النقص فى الأموال والأنفس فصبروا وابتلوا بالجوع والخوف فصبروا.
ومن صور البلاء (الابتلاء فى الجسد بالمرض وفقد الأولاد):
- مثل سيدنا أيوب - عليه السلام -:
كان سيدنا أيوب - عليه السلام - كثير المال من سائر صنوفه وأنواعه من الأنعام والعبيد والمواشى والأراضى المتسعة وكان له أولاد كثير فسلب منه ذلك جميعه وابتلى فى جسده بأنواع من البلاء ولم يبق منه عضو سليم إلا