عن عائشة رضى الله عنها قالت: دخل علىَّ النبى - صلى الله عليه وسلم - فعرفت فى وجهه أنه قد حضره شئ فتوضأ وما كلَّم أحداً فلصقت بالحجرة أستمع ما يقول فقعد على المنبر فحمد الله - سبحانه وتعالى - وأثنى عليه وقال: " .. يا أيها الناس إن الله يقول لكم: مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل أن تدعوا فلا أجيبكم وتسألونى فلا أعطيكم وتستنصرونى فلا أنصركم .. فما زاد عليهن حتى نزل. " كذا فى الترغيب (?).
وهذا يعنى أن العبَّاد والزهَّاد لا يستجاب لهم إذا لم يقوموا بهذه الوظيفة فالصحابة كانوا يفهمون هذا الأمر حتى أعدائهم كانوا يفهمون أن نصرة الصحابة بسبب الدعوة، وفى التاريخ لما كتب سعد بن أبى وقاص إلى سيدنا عمر - رضي الله عنه - بأموال القادسية وطلب منه المدد كتب له رسالة هى قانون لنصرة هذه الأمة .. أما بعد: فإنى آمرك ومن معك من الأجناد بتقوى الله على كل حال .. الخ (?).
ولما جيئ بالهرمزان أسيراً وسأله عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - كيف رأيت وبال الغدر وعاقبة أمر الله؟ قال الهرمزان قول لا يستطيع أن يقوله أعلم الناس اليوم .. حين أمره عمر بالكلام بعد أن جاء أسيراً فقال يا عمر: إنا وإياكم فى الجاهلية كان الله خلا بيننا وبينكم فغلبناكم، إن لم يكن معنا ولا معكم، فلما كان معكم غلبتمونا. فقال عمر: إنما غلبتونا فى الجاهلية باجتماعكم وتفرقنا (?).
وعندما ذهب ربعى بن عامر إلى رستم وقال إن الله إبتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله - سبحانه وتعالى - ... الخ وعرض عليه قبول الإسلام أو الجزية