- س: لماذا أورد الله - عز وجل - مسألة الإيمان بعد الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فى قوله - سبحانه وتعالى - {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ} (?)} .. ؟!
يقول الإمام الفخر الرازى:
إن الإيمان بالله - سبحانه وتعالى - أمر مشترك بين جميع الأمم المحقة فيمتنع أن يكون المؤثر فى حصول هذه الخيرية هو الإيمان الذى هو القدر المشترك بين الكل بل المؤثر فى هذه الزيادة هو كون هذه الأمة أقوى حالاً فى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر من سائر الأمم. فإذن .. المؤثر فى حصول الخيرية هو الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وأما الإيمان فهو شرط لتأثير هذا المؤثر فى هذا الحكم. فلهذا السبب قدم الله تعالى ذكر الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر على ذكر الإيمان (?).
يقول الشيخ الشعراوي (مجيبا علي هذه المسألة): لأنه من الجائز أن يوجد إنسان له صفات الإنسانية ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويصنع الخير ويقدم الصدقات ويقيم مؤسسات رعاية المحتاجين والعاجزين، سواء كانت صحية أو اقتصادية .. لكنه يفعل ذلك من زاوية نفسه الإنسانية لا من زاوية