إلا من أصيب بالعمه!.

والأب الذي يقع في مثل هذا الظلم ليته لم يلد، بل ليته لم يولد!.

من خطوات الحل للخلاف إذا وقع بين الزوجين، في بعض مراحله، اختيار حكمين مرضيين من الطرفين؛ ينظران في القضية، ويتثبتان منها، ويتخذان الحل المناسب، سواء كان ذلك على أساس بقائها في عصمة الزوج، أو التفريق بينهما؛ وذلك امتثالا لقوله تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحاً يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً} "1".

لكن ينبغي أن يعلم أن هذا الحل له موضعه، فليس هو في كل حال، وإنما هو في الحال التي أراد الله سبحانه تطبيقه فيها؛ وهي حينما يكون الأمر-من الخلاف والمشكلات-متوافرا فيه قيدان:

الأول: أن يكون في دائرة ما يمكن تحمله شرعا؛ وذلك لأن مخالفة الشرع لا تجوز؛ فهناك حالات لا يجوز السكوت عليها أو الرضا بها شرعا.

الثاني: أن يكون في دائرة ما يمكن تحمله وإطاقته ممن يعاني من المشكلة أو المشكلات، فيمكن تحملها عندئذ إلى جانب المعالجة لها؛ لأن هناك حالات ليس في مقدور الإنسان إطاقتها أو الصبر عليها؛ وقد قال الله تعالى: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا} ، وكذلك لأن هذا الدين من أهم مقاصده تحرير الإنسان من العبودية لغير الله سبحانه، وإنقاذ الإنسان من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015