ماذا ينتظر هؤلاء لأنفسهم ولزوجاتهم ولأولادهم!.
ماذا ينتظر هؤلاء لأنفسهم عند ربهم في الدنيا والآخرة!.
ولا أدري كيف يعد الرجل زواجه زواجا إذا كان كهذا!.
وكيف تطيب نفسه بزواج لا يتكلف فيه الإنفاق على أهله، بل ربما هم ينفقون عليه، أنفقه الله!.
إن من أهم معاني الزواج وواجباته الشرعية أن يصبح الرجل صاحب مسؤولية يتحملها بعرقه وجهده ووقته؛ فإذا ما عجز عن ذلك فإن له أن يستقرض من أجل ذلك في حدود ما يستطيع؛ فإن لم يكن قادرا، فإن حكم الشرع هو أن من حق الزوجة طلب فسخ الزواج؛ فأين هذا الصنف من الأزواج الماديين العائشين على أنانيتهم، الغافلين عن ساعة منيتهم! أو قل: الذين يرجح على حيهم ميتهم!.
الحق أنني في شك أصلا من شرعية زواج مثل هذا بالنسبة لهذا الزوج؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امريء ما نوى".
وعن خيثمة قال: كنا جلوسا مع عبد الله بن عمرو، إذ جاءه قهرمان له، فدخل، فقال: أعطيت الرقيق قوتهم؟. قال: لا. قال: فانطلق فأعطهم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كفى بالمرء إثما أن يحبس عمن يملك قوته ""1"، وعند أبي داود وأحمد: " كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت ""2"؛