لقد رأينا وسمعنا كثيرا عن زيجات لا يدفع فيها الزوج "المزعوم" سوى المهر-وربما على لكاعة-وشيء من أثاث ما هو إلا كذر الرماد في العيون، ثم يمسك الزوج ماله إلى مال زوجته العزيزة، فلا ينفق كما ينفق الأزواج؛ فتبينت الحقيقة واضحة عندئذ، وهي أن هذه ليست عقود زواج، وإنما هي عقود تجارية، والتاجر فيها واحد من الطرفين فقط، وهو "الزوج"!.

ولست أدري هل يرضى مثل هؤلاء هذه المعاملة لأخواتهم وبناتهم أو لأمهاتهم؟ أو أن هذا خاص لهم مع بنات "الناس"!.

إن كانوا لا يرضونه فهم ذئاب في ثياب، كسر الله منهم كل ناب، وهذا هو المعهود في الكلاب، أنها تنبح كل غريب، وتفترسه لأنه غريب.

وكيف يرضونه لزوجاتهم؟ وأين علاقة المودة والرحمة التي أخبر الله عنها بأنه جعلها بين الزوجين!.

وإن كانوا يرضونه للجميع ففطرتهم ممسوخة، وغيرتهم على العار والضعيف والمسكين ممسوحة!.

ولقد كنت رأيت في بريطانيا قبل سنوات، في أول زيارة لها، ظاهرة غريبة جدا، وهي أن الزوج والزوجة قد يأكلان في المطعم، ثم يحاسب كل واحد منهما عن نفسه؛ فعجبت من هذا المسخ في الحقوق الزوجية والعلاقة الأسرية.

ثم ها نحن نشاهد اليوم الظاهرة تتكرر عندنا، بل أسوأ، ولكن في داخل البيوت، أعني بيوت الزوجية التي جعلها الله سكنا!!.

كيف يرضى هؤلاء الرجال أن يعتدوا هذا الاعتداء على النساء!.

كيف يرضى هؤلاء الرجال أن يعيشوا على نفقة النساء عليهم!.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015