ها هي أيام الحج ولياليه قد أظلت، وها هو العام قد أوشك على الانصرام، وقبل أن ينصرم العام يأتي الحج وعشر ذي الحجة كالختام؛ فهل يستقيظ النيام!.
يا أيها الحاج والحاجة هل أدركتما مقصود الحج؟ وهل عرفتما ما يلزمكما للحج؟ وهل عرفتما ما يصح به الحج وما يفسده وما يبطله قبل أن تحجا؟!.
لقد ظن كثير من الناس أن الحج ليس إلا المجيء إلى الديار المقدسة، ولو كان ذلك مع الإصرار على ذنوب مكدسة، ونفس بالشرك والشر والشهوات منجسة.
يأتي بعض الناس إلى الحج كذبا وزورا.
يلبس بعض الناس لباس الإحرام كذبا وزورا.
يلبي بعض الناس بالتلبية كذبا وزورا.
يطوف بعض الناس بالبيت الحرام، وفي نفسه ورأسه تطوف أحلام الحرام.
يطوف بالبيت بعض الناس ويسعى بين الصفا والمروة بجسده فقط، ولعل قلبه ليس في الحرم أصلا، ولم يستشعر الحج أو العمرة فعلا.
يا لله كم في الحرم من شارد، وكم في خارج الحرم من وارد!.
يا لله كم من نفس تعيش في الحرم وهي لا تدري، وكم من نفس تعيش بعيدا عنه، لكنها تتوق إليه والناس لا تدري.
كم من طائف وساع وقائم وراكع وساجد لكنه في الحقيقة لم يطف ولم