والشيخ عمر فلاتة من أولئك العلماء العاملين-ولا نزكي على الله أحدا-وقد شهد له بهذا القريب والبعيد؛ فقد أثر في الناس بأخلاقه الحميدة، وبدعوته بمقاله وبحاله، في المسجد النبوي وخارج المسجد، وأثر فيهم تأثيرا حسنا بالغا. وأنا من أولئك الناس، وكم كنت أتذكره، وهو حي، رحمه الله، فأدعو له، وأذكر لمن أتحدث إليهم نبل الشيخ وفضله وإحسانه إلى الناس بالمعاملة والمعروف، وأنا واحد من الناس الذين نالهم أو نفحهم معروف الشيخ وأخلاقه، وما أذكر أنني رأيته إلا غمرني السرور من سيرته وحسن مقابلته!.
وعلى ضيق الوقت الآن، وضيق المساحة للكلمات، إلا أنني أتحف من كان حيا بأمرين لا أنساهما من الشيخ عمر:
الأمر الأول: هو ما كتبه الله على يديه من معروف أسداه إلي، وعليه كانت وجهتي في تعلمي وتعليمي وحياتي، وهو وساطته وسعيه المشكور لقبولي في المعهد العلمي بالمدينة المنورة، بعد الاعتذار لي عن قبولي؛ فقبلت، وواصلت دراستي في المعهد ثم في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وتخصصت في الحديث وعلومه، فكلما تذكرت أن الشيخ عمر كان السبب-بفضل الله-في قبولي الذي انبنى عليه تخصصي هذا التخصص، وما ترتب على ذلك من جهود متواضعة في التعليم، كلما تذكرت هذا تذكرت أن الشيخ عمر فلاتة شريك لي في كل ذلك، ودعوت له.
الأمر الثاني: هو ما لا أنساه حين قابلت الشيخ خارجا من الحرم، قبل نحو سنتين أو أقل بقليل، وسلمت عليه؛ فهش وبش وبالغ في ذلك، كما هي