مطالبهم، لا يعظمونهم/ لكونهم رسل الله الذين أمرَ (?) بطاعتهم، فيجب أن يطاعوا فيما أمروا به، (3 وأن يقتدي بهم فيما يشرع التأسي فيه بهم، بل هم (?) يعرضون عن بعض طاعتهم، والتأسي بهم3) (?) ، ويقبلون على نوع من دعائهم، وسؤالهم والإشراك بهم، وهؤلاء بالنصارى أشبه منهم بالصابئة (?) الفلاسفة، لكن الجميع فيهم شرك.
وهذا الضال وأمثاله يجعلون الأنبياء والصالحين من جنس الذين يظنون أن النفع والضر يحصل لهم بتوسطهم، كما يجعل الشعاع والحرارة بتوسط الشمس.
ونحن نقول: إن كل ما شرعه الله ورسوله فهو من أعظم الوسائل إلى الله، لكن دعاؤهم بعد الموت لم يشرعه الله ورسوله، فليس من الوسائل، كذلك سؤال أحدهم ما لا يقدر عليه إلا الله، وأن لا يعبد إلا بما شرع، وما ذكره هؤلاء يتضمن عبادة غير الله.
المقام الثاني: أن يقال هذا مما نهت عنه الرسل، فقد ثبت في الصحاح أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن اتخاذ القبور مساجد وقال: "لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد يحذر ما فعلوا" (?) ، وقال: "لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها" (?) .