النصارى وأشباه النصارى، من ضلال (?) هذه الأمة، بكثير من شيوخهم وغير شيوخهم، ولا يشرع لأحد أن يقول لميت: سل لي الله أو ادع لي، ولا يشرع لهم أن يشكوا إلى ميت، فيقول أحدهم مشتكياً إليه: عليَّ دين، أو آذاني فلان، أو (?) قد نزل بي العدو، أو أنا مريض، أو أنا خائف ونحو ذلك من الشكاوي؛ سواء كان هذا السائل عند قبر الميت، أو كان بعيداً منه، وسواء كان الميت نبياً أو غيره، بل ولا يشرع لأمته إذا كان لأحد (?) حاجة أن يقصد قبر نبي أو صالح فيدعو لنفسه، ظاناً أن الدعاء عند قبره يجاب، ولا يشرع (?) لأمته أن يتوسلوا إلى الله بذات نبي أصلاً، بل ولا بذات حي، إلا أن يكون مما أمر الله به من الإيمان به وطاعته أو بدعاء المتوسِّلِ وشفاعته، فأما إذا (?) لم يكن المتوسل يتوسل بما أمر الله به، ولا بدعاء الداعي له، فليس هناك وسيلة شرعها الله ورسوله، فإذا كان النبي (?) والرجل الصالح له (?) عند الله من الجاه، والقدر، والحرمة، ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، فهذا لا ينتفع المتوسل به إلا بأحد وجهين:
إما أن يتوسل المتوسل بما أمر الله به من الإيمان به، ومحبته (?) ، وطاعته، وموالاته، والصلاة عليه والسلام، ونحو ذلك: فهذه هي الوسيلة التي أمر الله