وقد تقدم في الجواب أن عمر بن الخطاب –رضي الله عنه (?) -: "لما أجدبوا استسقى بالعباس، وقال: اللهم إنا كنا إذا أجدبنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا فيسقون" (?) فلم يذهبوا إلى القبور، ولا توسلوا بميت ولا غائب، وتوسلوا بالعباس كما كانوا يتوسلون بالنبي صلى الله عليه وسلم، وكان توسلهم به توسلهم بدعائه، كالإمام مع المأموم، وهذا تعذر بموته.

فأما قول القائل، عند ميت من الأنبياء والصالحين: اللهم إني أسألك بفلان، [أو بجاه فلان] (?) أو بحرمة فلان، فهذا لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عن أصحابه، ولا (?) عن التابعين، وقد نص غير واحد من العلماء أنه لا يجوز، ونقل بعضهم جوازه.

قلت: لكن بغير مستند، فكيف يقول (?) القائل للميت: إني أستغيث بك، أو أستجير بك، أو أنا في حسبك، أو أسأل لي الله، ونحو ذلك.

فتبين أن هذا ليس من الأسباب المشروعة، لو قدر أن له تأثيراً، فكيف إذا لم يكن له تأثير صالح، بل مفسدته راجحة على مصلحته: كأمثال (?) من دعا غير الله؟

وذلك أن من الناس الذين يستغيثون بغائب أو ميت من تتمثل (?) لهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015