فعساكر تلك الخيالات والوساوس في أول المنهزمين؛ والله متم نوره ولو كره الكافرون.
وبهذه الأمور التي ذكرناها عنه ينسخ العلم؛ ويغلب الجهل، كما ذكره (?) البخاري في صحيحه عن قوم نوح (?) ، أنهم لما صوروا صور الصالحين بما أوحاه الشيطان إليهم من قولهم (?) : "لو صورناهم كان أشوق لنا إلى العبادة.
قال: فلما هلك أولئك، ونسخ العلم عبدت" (?) فما أشبه الليلة بالبارحة، فلو تتبعنا ما في القرآن من أوله إلى آخره من الأمر بإخلاص الدعاء لله وحده، والنهي عن دعاء غيره الذي هو مخ العبادة، لاحتمل عدة أوراق كثيرة، ولو تكلمنا على الآيات بتفسير السلف لها والأئمة، لاحتمل مجلداً ضخماً.
فسبحان من طبع على قلوب أعدائه بحكمته وعدله (?) ، وهدى إلى دينه- الذي خلق الخلق/ لأجله –من شاء من عباده برحمته وفضله.
وقد تقدم من (?) الآيات المحكمات، والأحاديث الصحيحة ما يبين الحق، ويبين ما ينافيه من الباطل، ولكنه كما قال القائل:
لقد أسمعت (?) لو ناديت حيا ... ولكن لا حياة لمن تنادي