اللهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذَنْ مِنَ الْظَّالِمِينَ} أما قال {وَأّنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدَاً , قُلْ إِنَّمَا أَدْعُوا رَبِي لَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدَاً , قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنْ اللهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدَاً} أما قال: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ للهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَدَاً} أما ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قام رسول الله –صلى الله عليه وسلم- حين أنزل عليه {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأقْرَبِينَ} قال: "يا معشر قريش -أو كلمة نحوها- اشتروا أنفسكم لا أغني عنكم من الله شيئاً يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئاً يا صفية عمة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- لا أغني عنك من الله شيئاً، ويا فاطمة بنت محمد سليني من مالي ما شئت لا أغني عنك من الله شيئاً" فإذا صرح وهو سيد المرسلين بأنه لا يغني شيئاً عن سيدة نساء العالمين وآمن الإنسان أنه لا يقول إلا الحق ثم نظر فيما وقع في وقع في قلوب خواص الناس تبين له التوحيد وغربة الدين أما الذي قال لما قال بعض أصحابه: قوموا بنا نستغيب برسول الله –صلى الله عليه وسلم- من هذا المنافق فقال –صلى الله عليه وسلم-: "إنه لا يستغاث بي وإنما يستغاث بالله" إلى غير ذلك من الآيات والأحاديث التي أمر الله باتباع نبيه فيها فخالف هؤلاء الملاحدة ما أمر الله به ورسوله وتبعوا ما نهى الله عنه ورسوله فإن من دعا غير الله والتجأ إليه واستغاث به فيما لا يقدر عليه إلا الله أو تشفع به في جلب منفعة أو دفع مضرة فقد أشرك بالله في عبادته غيره واتخذه إلهاً مع الله شاء المشرك أم أبى فانظر يا عدو الله من الذي آمن ببعض وكفر ببعض ومن الذي هو أحق بهذه الآية لو أن أهل الشرك يعلمون.
ثم قال الملحد: أما هو الذي قال الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُم جَاءَوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الْرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّاباً رَحِيمَاً} .