لا داخل فينا ولا هي خارج ... عنا كما قالوه في الديان
والله الرحمان أثبتم ولا ... أرواحكم يا مدعي العرفان
عطلتموا الأبدان من أرواحها ... والعرش عطلتم من الرحمن
فصل
قال الملحد: البحث الثاني في الزيارة، اعلم يا أخي شرح الله قلبي وقلبك بنور الإخلاص إن لنا معشر المؤمنين وجداً في حب نبينا –عليه الصلاة والسلام- يكفينا عن الاستدلال والاستشهاد وعلى كل ما نحن في صدده، فمن شاء فليتبعنا فيتذوق بما ذقنا ولا ينازع لكن لما رأينا أناساً منا أغواهم الشيطان بواسطة زمرة من جنوده المتدلسين بالعلم والدين فاتبعوهم عن جهل فقمنا امتثالاً لأمر بنا واقتداءً بنبينا وأصحابه –عليه وعليهم الصلاة والسلام- رجاء أن ننال شيئاً من الفلاح بالذب عن الشريعة المطهرة والأئمة الأعلام، وأنبهك بشيء لا دليل عليه غير الذوق والوجدان وهو أن الداخل للحرمين الشريفين والواقف بعرفات إذا لم يكن متزوداً بأوفر نصيب من الإخلاص والاعتبار فلا يشعر بشيء ولا يدرك شيئاً ولا يجد له لذة في عمل ولا همة باغتنام أجر ولا رغبة بزيادة فضل أما من أنعم الله عليه بهذا الزاد فإنه يشعر ويدرك كليات وجزئيات أمور ويجد لذة وهمة لا يجد اللسان ألفاظاً يعبر بها عنها فلا تلمه إن رأيته في عرفات تارة يرقص وتارة يتمرغ في الرمل غير حاس بحرارته إلى آخر كلامه.
والجواب أن نقول: وهذا أيضاً من جنس ما قبله من المخرقة التي يمخرق بها هؤلاء الأنجاس الأرجاس، ويموهون بها على أعين كثير من الناس،