ما بتعتها من الحديث والسنة وكذلك المسائل الاعتقادية لم ينل أحد من الطوائف عند الأمة إلا بما معه من الإثبات والسنة، فالمعتزلة أولا هم فرسان الكلام، إنما يحمدون ويعظمون عند إتباعهم ومن يغض عن مساويهم بما والقوا فيه من مذهب أهل السنة وردهم على الرافضة بعض ما خرجوا فيه عن السنة من إمامة الخلفاء وعدالة الصحابة وقبول الأخبار وتحريف الكلم عن مواضعه والغلو في علي ونحو ذلك، وكذلك الشيعة المتقدمون كانوا يرجحون على المعتزلة بما خالفوهم فيه من إثبات الصفات والقدر والشفاعة ونحو ذلك وكذلك كانوا يستحمدون بما خالفوا فيه الخوارج من تكفير عثمان وعلي وغيرهما وما كفروا به من المسلمين من الذنوب ويستحمدون بما خالفوا فيه المرجئة من إدخال الواجبات في الإيمان ولهذا قالوا بالمنزلة وإن لم يهتدوا إلى السنة المحضة وكذلك متكلمة أهل الإثبات مثل الانباتية والكرامية والأشعرية إنما قبلوا واتبعوا واستحمدوا إلى عموم الأمة بما أثبتوه من أصول الإيمان من إثبات الصانع وصفاته وإثبات النبوة والرد على أهل التناقض النفاة وبيان تناقض حججهم وكذلك استحمدوا بما ردوه على الجهمية وغيرهم من أنواع المقالات التي يخالفون فيها السنة فحسناتهم نوعان: إما موافقة أهل الحديث وإما الرد على مخالفهم، ولم يتبع أحد مذهب الأشعرية ونحوه غلا لهذين وكلاهما وكل من انتصر له إنما ينتصر له بذلك لا يحتجون له عند الأمة وعلمائها وأمره بها إلا بهذين الوصفين كالبيهقي والقشيري وابن عساكر ولولا أنه كان من أقرب بني جنسه بذلك لألحق بطبقته الذين لم يكونوا كذلك كشيخة أبي علي ورفيقه أبي هاشم لكن له من موافقة أهل الحديث في الصفات والقدر والشفاعة والحوض والصراط والميزان وله من الردود على المعتزلة وغيرهم وبيان تناقضهم ما أوجب أن يمتاز بذلك عن أولئك ويعرف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015