يخاطب ملكاً أو غيره فإن سؤاله له وهو مقبل على مخاطبته أولى من سؤاله بعد انصرافه عنه، انتهى.
وأما قوله: وقالوا عن الأئمة واتباعهم أنهم ضلوا وأضلوا حيث كانت الشريعة واحدة فجعلوها أربعة، فجوابه أن نقول: سبحانك هذا بهتان عظيم بل هذا من الأوضاع التي وضعها أعداء الله ورسوله والذي عليه الوهابية هو ما ذكره الشيخ عبد الله بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب في الرسالة التي كتبها بعد دخول المسلمين مكة المشرفة سنة ثمانية عشر بعد المائتين والألف قال فيها ونحن أيضاً في الفروع على مذهب الإمام أحمد بن حنبل –رحمه الله-، ولا ننكر على من قلد أحد الأئمة الأربعة دون غيرهم لعدم ضبط مذاهب الغير كالرافضة والزيدية والإمامية ونحوهم، فلا نقرهم على شيء من مذاهبهم الفاسدة بل نجبرهم على تقليد أحد الأئمة الأربعة. انتهى.
فهذا صريح قول الوهابية ومضمون كلامهم وإذا كان ذلك كذلك فكيف يسوغ لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يفتري عليهم ما لم يقولوه من هذا الهذيان البارد السمج ومن له أدنى مسكة من عقل ودين وقوله: وفي كل جمعة يقول الخطيب أن كل من يتوسل بالرسول محمد يكفر ويتلو قول الله تعالى: {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللهِ زُلْفَى} فأقول لا أصل لهذه الدعوى الكاذبة الخاطئة فإنها من جنس أخواتها الماضية فلا يعول عليها ولا يُلتفت إليها إلا بالمنع والرد واطراحها ولفظ التوسل لفظ مشترك يطلق ويراد به دعاء الأنبياء والصالحين بعد موتهم ويطلق ويراد به التوسل بذوات الأنبياء والصالحين ويجاهدهم ويطلق ويراد به طلب به طلب الدعاء من الحي الحاضر القادر وبالدعوات الصالحات والإيمان والإيمان وفعل ما يحبه الله ويرضاه وسيأتي الكلام على بيان