من أهل العلم في كل مكان وزمان وما سوى ذلك مما عليه المخالفون لهم من أهل البدع والكفر والفسوق والعصيان فباطل وضلال وهذيان وما يوحيه الشيطان إلى أوليائه من عبدة الأوثان، وهؤلاء يزعمون أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- حي في قبره يأكل ويشرب وينكح وأنه يتصرف في الكون مع الله وأنه يجيب دعوة المضطر إذا دعاه ويكشف السوء عن من لاذ بحماه، وأنه يغيث اللهفان ويفرج الكربات، وأن يلجأ إليه في جميع الطلبات ويقضي لهم الحاجات ويعافي أولي العاهات ويزيل عنهم جميع المكروهات والبليات، إلى غير ذلك مما هو من حقوق الله مختص به عن سائر المخلوقات، وأن هذا التعلق به والالتفات إليه فيه بعد موته –صلى الله عليه وسلم- من متقضيات رسالته لا ينقطع بموته ومن أنكر هذا وقال إنه من خصائص الله وحقوقه ومن صرفها لغيره كان مشركاً أو نفاه عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- كان كافراً وهابياً، فنعوذ بالله من رين الذنوب وانتكاس القلوب كذلك يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون.
وأما قوله: ثالثاً قولهم إن الرسل والأنبياء كسائر الناس لا فرق بينهم ولا تفاضل بينهم.
فالجواب أن يقال: إن أراد أن الرسل والأنبياء لهم تصرف في الكون بعد موتهم وأنهم يجيبون الدعوات ويغيثون اللهفات ويفرجون الكربات عن من تعلق عليهم ودعاهم والتجأ إليهم واستغاث بهم في جميع الطلبات وقضاء الحاجات وأنهم متميزون بهذا عن سائر البشر من المخلوقات، فهذا كذب، فأنه قد كان من المعلوم أنهم يدعون ويستغيثون ولائجهم من دون الله فيستغيثون بهم ويدعونهم في مشاهدهم وعند قبورهم وفي حال الغيبة، يا عبد القاد يا أحمد البدوي يا رفاعي يا عيدروس يا محيي النفوس، وغير هؤلاء ممن يدعونهم ويستغيثون بهم