جابر الطويل أنه صلى الله عليه وسلم قال في خطبته يوم عرفة "وقد تركت فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا إن اعتصمتم به كتاب الله". وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلون؟ قالوا نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت قال بأصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكبها إلى الناس "اللهأصبعم اشهد ثلاث مراتب" وعن علي –رضي الله عنه- قال سمعت رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يقول: "إنها ستكون فتن"، فقلنا ما المخرج منها يا رسول الله؟ قال: "كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم هو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله ومن ابتغى الهدى من غيره أضله الله هو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم هو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة ولا يشبع من العلماء ولا يخلق عن كثرة الرد ولا تنقضي عجائبه من قال به صدق ومن عمل به أجر ومن حكم به عدل ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم" رواه الترمذي وقال غريب وعن أبي الدرداء مرفوعاً قال: "ما أحل الله في كتابه فهو حلال حلا وما حرم فهو حرام وما سكت عنه فهو عافية فإن الله لم يكن ينسى شيئاً وما كان ربك نسياً" رواه البزار وابن أبي حاتم والطبراني إلى آخر الباب.

ثم قال –رحمه الله تعالى-: باب تحريضه –صلى اله عليه وسلم- على لزم السنة والترغيب في ذلك وترك البدع والتفرق والاختلاف والتحذير من ذلك، عن العرباض بن سارية –رضي الله عنه- قال: وعظنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في موعظة وجلت منه القلوب وذرفت منها العيون، فقال رجل يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا قال: "أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن كان عبداً حبشياً فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015