مسلم)، وحنين الجذع إليه (رواه البخاري)، وإتيانه بالكتاب العزيز، وتكثير الطعام والشراب مرات كثيرة: كما أشبع في الخندق العسكر من قدر طعام وهو لم ينقص (متفق عليه)، وأروى العسكر في غزوة خيبر من مزادة ماء ولم تنقص (متفق عليه)، وملأ أوعية العسكر عام تبوك من طعام قليل ولم ينقص، وهم نحو ثلاثين ألفًا (رواه مسلم)، ونبع الماء من بين أصابعه مرات متعددة حتى كفى الناس الذين كانوا معه كما كانوا في غزوة الحديبية نحو ألف وأربعمائة أو خمسمائة (متفق عليه)، ومثل هذا كثير قد جمعت نحو ألف معجزة.

*وكرامات الصحابة والتابعين بعدهم وسائر الصالحين كثيرة جدًا: مثل ما كان أسيد بن حضير يقرأ سورة الكهف فنزل من السماء مثل الظلة فيها أمثال السرج ـ وهي الملائكة نزلت لقراءته ـ (متفق عليه)، وعباد بن بشر وأسيد بن حضير خرجا من عند رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في ليلة مظلمة فأضاء لهما نور مثل طرف السوط فلما افترقا افترق الضوء معهما. (رواه البخاري وغيره).

وقصةالصدِّيق - رضي الله عنه - ـ في الصحيحين ـ لما ذهب بثلاثة أضياف معه إلى بيته وجعل لا يأكل لقمة إلا رَبَى من أسفلها أكثر منها فشبعوا وصارت أكثر مما هي قبل ذلك، فنظر إليها أبو بكر وامرأتُه فإذا هي أكثر مما كانت فرفعها إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وجاء إليه أقوام كثيرون فأكلوا منها وشبعوا. وخبيب بن عدي كان أسيرًا عند المشركين بمكة ـ شرفها الله تعالى ـ وكان يؤتى بعنب يأكله وليس بمكة عنبة (رواه البخاري).

*الكرامات قد تكون بحسب حاجة الرجل، فإذا احتاج إليها الضعيف الإيمان أو المحتاج أتاه منها ما يقوي إيمانه ويسد حاجته ويكون مَن هو أكمل ولاية لله منه مستغنيًا عن ذلك، فلا يأتيه مثل ذلك لعلو درجته وغناه عنها لا لنقص ولايته، ولهذا كانت هذه الأمور في التابعين أكثر منها في الصحابة، بخلاف من يجري على يديه الخوارق لهدي الخلق ولحاجتهم فهؤلاء أعظم درجة.

* وهذا بخلاف الأحوال الشيطانية مثل حال ابن صياد الذي ظهر في زمن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وكان قد ظن بعض الصحابة أنه الدجال وتوقف النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في أمره حتى تبين له

طور بواسطة نورين ميديا © 2015