فكان الجواب: لا يجوز، لأنه بهذه الكيفية بدعة محدثة، وقد قال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد».
شبهة: قول الله - عز وجل -: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} (آل عمران:191)
الجواب: ليس في الآية دليل على ما زعموه. قال الإمام الطبري: «ومعنى الآية: إنّ في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب، الذاكرين الله قيامًا وقعودًا وعلى جنوبهم يعني بذلك: قيامًا في صلاتهم، وقعودًا في تشهدهم وفي غير صلاتهم، وعلى جنوبهم نيامًا».
وقال الحافظ ابن كثير: ثم وصف تعالى أولي الألباب فقال: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ} كما ثبت في صحيح البخاري عن عِمْران بن حُصَين، رضي الله عنه، أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال: «صَلِّ قائمًا، فإن لم تستطع فقاعدًا، فإن لَم تستطع فَعَلَى جَنْبِكَ» أي: لا يقطعون ذِكْره في جميع أحوالهم بسرائرهم وضمائرهم وألسنتهم».
وانظر أيضًا تفسير البغوي والألوسي، وفتح القدير والدر المنثور وغيرهم.
شبهة: ما رُوِي عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وآله وسلم - وَجَعْفَرٌ وَزَيْدٌ، فَقَالَ لِزَيْدٍ: «أَنْتَ مَوْلَايَ» فَحَجَلَ، وَقَالَ لِجَعْفَرٍ: «أَنْتَ أَشْبَهْتَ خَلْقِي وَخُلُقِي»، فَحَجَلَ وَرَاءَ زَيْدٍ، وَقَالَ لِي: «أَنْتَ مِنِّي وَأَنَا مِنْكَ» َ فَحَجَلْتُ وَرَاءَ جَعْفَرٍ.
الجواب: أولاً: هذا الحديث رواه البيهقي في (دلائل النبوة) من طريق الواقدي.
قال عنه الحافظ ابن حجر: «متروك».
وقال الإمام الذهبي: «قال البخارى وغيره: متروك».
ورواه الإمام أحمد في (المسند) والبزار في (مسنده) والضياء المقدسي في (الأحاديث المختارة) والبيهقي في (السنن الكبرى) من طريق هانىء بن هانىء الهمدانى، الكوفى.
قال عنه الحافظ في تهذيب التهذيب (11/ 22): «ذكره ابن سعد فى الطبقة الأولى من أهل الكوفة، قال: وكان يتشيع. وقال ابن المدينى: مجهول.