سُئل الإمام موفق الدين ابن قدامة المقدسي - رحمه الله -:
ما تقول السادة الفقهاء ـ أحسن الله توفيقهم ـ فيمن يسمع الدف والشبانة والغناء ويتواجد (?)، حتى إنه يرقص، هل يحل ذلك أم لا؟ مع اعتقاده أنه محب لله وأن سماعه وتواجده ورقصه في الله؟ أفتونا مأجورين، رحمكم الله.
فقال: الجواب وبالله التوفيق: إن فاعل هذا مخطيء ساقط المروءة، والدائم على هذا الفعل مردود الشهادة في الشرع، غير مقبول القول: ومقتضى هذا: أنه لا تُقبل روايته لحديث رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، ولا شهادته برؤية هلال رمضان، ولا أخباره الدينية.
وأما اعتقاده محبة الله - عز وجل -، فإنه يمكن أن يكون محبًا لله سبحانه، مطيعًا له في غير هذا، ويجوز أن يكون له معاملة مع الله سبحانه، وأعمال صالحة في غير هذا المقام.
وأما هذا فمعصية ولعب، ذمه الله تعالى ورسوله، وكرهه أهل العلم، وسموه: بدعة، ونهوا عن فعله، ولا يُتقرب الى الله سبحانه بمعاصيه، ولا يُطاع بارتكاب مناهيه، ومن جعل وسيلته الى الله سبحانه معصيته، كان حظه الطرد والإبعاد، ومن اتخذ اللهو واللعب دينًا، كان كمن سعى في الأرض الفساد، ومن طلب الوصول الى الله سبحانه من غير طريق رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وسنته فهو بعيد من الوصول الى المراد.
وسُئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عن حكم الإسلام فيمن يذكرون الله وهم يتمايلون يمينًا وشمالًا في حالة قفز وفي جماعة وفي صوت عال؟