السماء، والخصوصية له عليه السلام هي رفعه جسده وبقاؤه فيها إلى الأبد المقدر له) (?).

وقال ابن كثير في تفسير هذه الآية: {إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} قال قتادة وغيره: هذا من المقدم والمؤخر، بتقدير أنى رافعك إلى متوفيك يعنى بعد ذلك -وقال على بن طلحة عن ابن عباس: إني متوفيك، أي مميتك في المستقبل) (?).

وقال تعالى: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا} [النساء: 159] فالضمير في قوله تعالى {قَبْلَ مَوْتِهِ} [النساء: 159] عائد على عيسى عليه السلام، أي أن أهل الكتاب سيؤمن بعيسى حتمًا عندما ينزل مرة أخرى إلى الدنيا من السماء.

وقوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ} بفتح اللام الأولى وسكون الثانية، إذ الضمير في (أنه) يعود على السيد المسيح عليه السلام، أي أن نزول المسيح من السماء إلى الأرض مرة أخرى في دلالة وإشارة إلى قرب قيام الساعة، وفى قراءة أخرى، {وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ} [الزخرف: 61] بفتح اللام الأولى وفتح الثانية، أي أن ظهوره عليه السلام علم يعلم به دنو قيام الساعة.

ثانيًا: عيسى بن مريم في السنة النبوية

1 - عن أبي هريرة -رضي اللَّه عنه- قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: (والذي نفسى بيده، ليوشكن (?) أن ينزل فيكم ابن مريم، حكمًا عدلًا (?)، فيكسر الصليب (?)،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015