منهم فيما شاء، فجب إلى أكثر الصحابة السؤال عن وجوه الخير ليعلموا بها -ويبلغوها غيرهم، وجب لحذيفة السؤال عن الشر ليجتبه ويكون سببًا في دفعه عمن أراد اللَّه له النجاة، وفيه سعة صدر النبي صلى اللَّه عليه وسلم ومعرفته بوجوه الحكم حتى كان يجيب كل من مسألة بما يناسبه) (?).
3 - خطب عمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه- بالجابية (?) فقال (أيها الناس أنى قمت فيكم كمقام الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- فإنا فقال: أوصيكم بأصحابي ثم الذين يلونهم ثم يفشو الكذب حتى يحلف الرجل ولا يستحلف ويشهد ولا يستشهد، عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة، فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد) (?).
4 - عن الحارث بن الحارث الأشعرى وذكر حديثًا طويلًا وفيه عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال:
(وأنا آمركم بخمس أمرنى اللَّه بهن، السمع والطاعة والجهاد والهجرة والجماعة، فإن مكن فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه) (?).
قال ابن بطال: (مراد الباب الحض على الاعتصام بالجماعة لقوله (لتكونوا شهداء على الناس) وشرط قبول الشهادة العدالة، والمراد بالجماعة: أهل الحل والعقد من كل عصر).
وقال الكرماني: (مقتضى الأمر بلزوم الجماعة أنه يلزم المكلف متابعة ما