مَا جَاءً في صَيْدِ البَحْرِ

قوله: «عن سَعد الجَاري» هو سعد بن نوفل الجاري مولى عمر بن الخطاب، استعمله عمر علي الجَار، الجَار مرفأ المدينة في القديم، ثمَّ ترك وصار مَرفَؤُها ينبع النخل. ذكر ياقوت الحموي في «معجم البلدان» سعدًا هذا، وذكر أن حديثه يُختلف فيه، وأن له ولدين عبد الرحمن بن سعد، وعمرو بن سعد كلاهما من المحدثين، وليس مذكورًا في «تذهيب التهذيب» ولا في «إسعاف المبطَّإ» ولا في «الكاشف» للذهبي.

ووقع فيه قول سعد الجاري «أو تموت صَرَدًا» الصرد بالتحريك: شدّة البرد، وهو منصوب على نزع الخافض، أي: من صرد، قال النابعة:

طوع الشوامت من خوفٍ ومن صردٍ

***

مالك: لا بأس بأكل الحيتان يصيدها المجوسي؛ لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال في البحر: «هو الطهور ماؤه، الحل ميتته». قال مالك: وإذا كان ذلك ميتًا فلا يضرُّه مَن صاده.

أي: إذا أبيح أكل الحوت ميتًا، فلا التفات إلى من تولَّى صيده من البحر أمسلم هو أم غيره؛ لأنَّ الالتفات إلى شروط الصائد إنَّما هو لإتمام حقيقة الذكاة المعتبرة شرعًا، فما يؤكل بدون ذكاة لا فائدة في الاشتغال بأوصاف مستخرجة، وهذا استدلال واضح.

مَا يُكْرَهُ مِنْ أَكْلِ الدَّوابِّ

وقع فيه قوله: «وقال الله تعالى: {يَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015