على عادتهم. وهذا أظهر؛ لأنَّها تسمَّى ثنيَّة الوداع من قبل هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - كما جاء في الأبيات التي أنشدها بَنات الأنصار يوم دخول النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة:

أقبل البدر علينا من ثَنيَّات الوداع

إِحْرَازُ مَنْ أَسْلَمَ مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ أَرْضَهُ

سئل مالك عن إمام قبل الجزية من قوم فكانوا يعطونها: أرأيت من أسلم منهم أتكون له أرضه؟ أو تكون للمسلمين ويكون لهم ماله ... ؟ الخ.

أراد بالجزية هنا مال الصلح، كما أشار إليه ابن العربي في «ترتيب المسالك»، بقرينة ذكر الأرض، فليس المسؤول عنه مال جزية الجماجم؛ إذ لا شبهة في أنَّ من أسلم من أهل الذمة تسقط عنه جزية الجماجم.

فقوله في السؤال: «ويكون لهم ماله»: أي: يكون للمسلمين المال الموضوع على الأرض.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015