وقع فيه قول سعد بن الربيع - رضي الله عنه -: «فأقرئه مني السلام».
وهو بهمزة قطع في أوله، وهي همزة تعدية، لتعدية فعل قَرأ المتعدِّي إلى مفعول واحد ويتعدَّى إلى الثاني بحرف على. يقال: قرأ فلان السلام على فلان، أي: قال له: السلام عليكم أو نحوه. فمعنى: «أقرئه» في الأصل اجعله قارئًا السلام. والكلام قلب أو توسع، أي: اجعل نفسك قارئًا عليه السلام منِّي. والقراءة منه بمعنى القول كقول الشاعر:
تحية مزن بات يقرؤها الرعدُ ... على منزل جرَّت به ذيلها دعد
عن عبد الله بن عمر، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سابق بين الخيل التي قد أضمرت من الحفياء، وكان أمدها ثنية الوداع.
قال يحيى بن مُزين الأندلسي في «تفسير الموطإ» عن يحيى بن يحيى: إنما قيل لها ثنية الوداع؛ لأنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ودَّه بها المقيمين بالمدينة في بعض مخارجه اهـ. فقول الشارح: لأنَّ الخارج من المدينة يمشي معه المودَّعون إليها يحتمل أنَّ ذلك كان بعد أن ودع بها النبي - صلى الله عليه وسلم - في بعض مخارجه، فصار التوديع عندها سُنة. ويحتمل أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - ودَّع الناس عندها في بعض مخارجه؛ لأنَّه وجد أهل المدينة كذلك يفعلون فأقرهم