على نفسه باعتبارين. والمعنى ما رُئي الشيطان أصغر، ولا أدحر، ولا أحقر، ولا أغيظ في جميع أيام الدهر كله منه في يوم عرفة. فللَّه هذا الإيجاز من أفصح الفصحاء - صلى الله عليه وسلم -.
***
ووقع فيه قوله: «ونفح بيده نحو المشرق».
وهو بنون وحاء مهملة بمعنى أشار، من قولهم: نفحت الدابة برجلها إذا دفعت بها، قاله في «المشارق». ووقع نسخ كثيرة من «الموطإ» بالخاء المعجمة وشرَح عليه الزرقاني؛ ولا شكَّ أن هذا تحريف، إذ لم يذكر في «المشارق» ولا في «النهاية» (نفخ) بالخاء المعجمة بمعنى أشار، ولا ذكره أحد من أهل اللغة.