الرؤية هنا عرفانية، فعلها متعدٍّ إلى مفعول واحد، وصار بالهمزة متعديًا إلى مفعولين ليس أصلهما المبتدأ والخبرَ، أي: أعمله الله بأعمال الناس قبله إعمالاً صريحًا بالمشاهدة.

وقوله: «أو ما شاء الله من ذلك» شك من شيخ مالك أو من مالك. وهذا الشكُّ يدلُّ على أنَّ هذا البلاغ حكاية للفظ نبوي؛ ولذلك تحرَّى راويه على عادة مالك وشيوخه في توخِّي اللفظ النبوي: والمعنى أو أرِيَ ما شاء الله أن يُريه من أعمار مَن قبله، أي: أعمار بعض الأمم، وكلا الاحتمالين كاف في تقاصيره أعمار أمته.

وقال: «فكأنَّه تقاصر أعمار أمَّته» أي: فأشهت حالته حالةَ من تقاصر أعمار أمته، أي ظهر على ملامحه ما يُؤذن بذلك ولم يسأله تأدبًا مع الله تعالى، فأعطاه الله ليلة القدر، أي: كرامة له لإزالة مخافته التي لم يصرحْ بها.

وقوله: «تقاصَر أعمار أمته» استعمل تقاصَر متعدِّيًا، ومعناه استقصر أعمارهم. وهذا استعمال غريب لمادة التفاعل. وقوله: «أن لا يبلغوا من العمل» بدَل اشتمال من أعمار.

***

وفيه قوله: فأعطاه الله «ليلة القدر خير من ألف شهر».

ليلة مرفوع على الحكاية للآية؛ وكذلك «خيرٌ من ألف شهر»، فمعنى: «فأعطاه الله»: فأنزل عليه هذه الآية عطية منه تعالى، ويفسِّر هذا ما رواه ابن أبي حاتم مرسلاً بأطول مما في «الموطإ».

***

وفيه: قال له جبريل: فقد أنزل الله عليك خيرًا من ذلك ليلة القدر خير من ألف شهر.

وما أخرجه ابن جرير، وابن أبي حاتم، عن مجاهد مرسلاً بأطول مما في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015