ووجدته في نسخ لا بأس بها، مضبوطًا بكسر الهمزة، فيكون حرف جواب لتصديق مضمون كلامه الفقيه، لكن المعروف في «إي» الجوابية أن يليها القسم، فقد جاءت هنا على النادر.

جامع الجنائز

وقع فيه قول النبي - صلى الله عليه وسلم -:

«كل ابن آدم تأكله الأرض، إلا عجب الذنب منه خُلق وفيه يُركب».

ثبت في روايات النسخ الصحيحة من «الموطأ»: «وفيه يُركب» بلفظ (في) الظرفية، وهو كذلك في رواية الأعرج عن أبي هريرة عند مسلم في كتاب «الفتن» من غير طريق مالك كما هي في «الموطأ»؛ وكذلك في رواية همَّام بن منبه عن أبي هريرة عند مسلم، ووقع في نسخ لا يوثق بصحتها من «الموطأ»: «ومنه يركب» بلفظ (من) الابتدائية، وهي كذلك في رواية أبي صالح عن أبي هريرة في حديث أطول عند مسلم، ولعل ما في نسخه «الموطأ» قد انجر لها من هذه الرواية؟

ومعنى (في) على الرواية الثابتة في «الموطأ»: هو الظرفية المجازية المقاربة لمعنى الملابسة، أي: يركب ويعاد في عجب الذنب، أي: مظروفًا تركيبه في العجب، وهو ما ورد في بعض الأحاديث أن الناس ينبتون من عجب الذنب، فالإتيان بفي لإجمال موضع التركيب وكيفيته، أي: يحصل التركيب في العجب، ومن هذا المعنى قوله تعالى: {يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ} [الشورى: 11]، وقول سيرة الفقعسي من شعراء الحماسة:

نحابي بها أكفاءنا ونُهينا ... ونشربٌ في أثمانها ونقامر

يريد: الإبل التي أخذوها في الدية، أي: يحصل شرب وتقامر مظروفان في أثمان تلك الإبل.

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015