جامع الصلاة

مالكٌ عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «اللهم لا تجعل قبري وثنًا يُعبد، اشتد غضب الله على قومٍ اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد».

حديث مرسل من أجمل مراسيل مالك رحمه الله. وهو مرويٌّ في «مسند البزار» من طريق آخر عن أبي سعيد الخدري وفي «مسند العُقيلي» عن أبي هريرة.

ودعاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أفاد غرضين:

أولهما: نُفرته - صلى الله عليه وسلم - من أن يكون بعض شؤونه سبب ضلال تحقيقًا لمعنى كونه رحمةً للعالمين، ووسيلة هدي مع أن عبادة قبره والعياذ بالله لا تلحقه منها تبعة، فإن عيسى - عليه السلام - عُبد من دون الله، وقال: {وكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ} [المائدة: 117].

المقصد الثاني: أنه كناية عن طلب توفيق أمته بأن يعصمهم الله من عيادة الأوثان التي وقعت فيها أمم أخرى بعد اهتدائها مثل: اليهود والنصارى؛ لأن المسلمين لو عبدوا الأوثان والعياذ بالله لكان أحق أحد بأن يعبدوه هو رسولهم، فإذا طُلبت لهم السلامة من أن يعبدوا قبره كان ذلك مستلزمًا طلب سلامتهم من عبادة كل وثنٍ.

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015