المنافقين، كما ورد في حديث عمر بن الخطاب أن رسول الله نهاه عن قتل بعض المنافقين.
وبهذا تندفع جميع الاحتمالات التي وردت على هذا الحديث. وبقي مدلول الحديث دالًا على أهمية صلاة الجماعة. وهذه نكتة إخراج مالك إياه تحت ترجمة «فضل صلاة الجماعة»؛ لأنه لمَّا كان همًّا معطلًا أو منسوخًا لم يكن دليلًا على حكم شرعي ولكنَّه دليل على أهمية ما غضب لأجله رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
مالكٌ عن سمي مولى أبي بكرٍ، عن أبي صالح، عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «بينما رجل يمشي بطريق إذا وجد غصن شوكٍ على الطريق، فأخره فشكر الله له فغفر له».
أشكل هذا الحديث بأنَّ هذا عمل قليل، فكيف يكون جزاؤه مغفرة الذنوب؟ . وأجيب عنه بأجوبة كثيرة في «المنتقى» و «القبس». والذي أراه في الجواب أنه يحتمل أن يكون قوله: «فغفر له» أنَّه غفر له طائفة من ذنوبه؛ إذ لم يصرح في الحديث بأنه غفر له ذنوبه كلها. ويحتمل أن يكون المراد غفر له جميع ذنوبه كما قد يشعر له حذف المفعول، فيكون هذا جزاء يخص هذا الرجل؛ لأنه أتى بالحسنة على إخلاص نيَّة وطهارة نفس، واندفاع إلى الخير حبًّا في مرضاة الله تعالى، فدلَّ ذلك على رسوخ الخير في نفسه. وعلى أن ما عسى أن يكون لابسه من السيئات، إنما كان تلبُّسًا غير راسخ فهو قد رغَّب في سلامة الناس، ولم يستخف بما يؤذيهم مع سلامته، فلذلك جوزي بغفران ذنوبه لحسن نيته. ونظيره حديث البغيِّ التي رأت كلبًا يلهث من