العشاء في المسجد؛ لأنهم لا يصلون العشاء تهاونًا أو كسلاً أو نفاقًا؛ إذ لو كانوا يصلونها لما صعب عليهم حضورها مع الجماعة.

وبعد هذا فالحديث دل على وقوع هم من رسول الله بتحريق بيوت قوم تخلفوا عن الجماعة، أو قومٍ تركوا صلاة العشاء تهاونًا، أو قومٍ من المنافقين لا يحضرون إلا ما لا مشقة في حضوره من الصلوات. وكانت العقوبة عظيمة؛ لأنها مفضية إلى إتلاف نفوسهم، أو إتلاف مالٍ عظيمٍ من أموالهم.

وقد عرضت للناظرين في هذا الحديث إشكالات وأجوبة أرى التطويل بها مفيتًا للمقصود من فهم الحديث.

والجواب الفصل عندي: أن هؤلاء قومٌ من المنافقين لا محالة، لتنزه المسلمين أصحاب رسول الله عن التهاون بحضور الجماعة بله التهاون بصلاة العشاء؛ ولأن عظم العقوبة مؤذن بذلك، وقد علم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نفاقهم بما علم به نفاق جميع المنافقين؛ وإذ قد كان هم رسول الله عليه الصلاة والسلام مؤذنًا بإمكان حصول ما هم به فدل على أنه لم يقرر على همه ذلك، أو أنه شُرع وقتًا للزجر، ثم نسخ قبل العمل به.

وإعراض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك يدل على أنه أبطله فإنه لم يعاقب أحدًا من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015