سَبْعمِائة نَاقَة، كلهَا مخطومة ". [15] المخطومة: المزمومة بالخطام. وَإِنَّمَا سمي خطاما لِأَنَّهُ يَقع على الخطم، والخطم والمخطم: الْأنف. [15] وَاعْلَم أَن هَذَا الثَّوَاب على الْحَسَنَة أَمر مَعْلُوم عِنْد الله عز وَجل، وَقد جعل لنا على الْحَسَنَة من تِلْكَ الْمَقَادِير عشرا، فَهَذَا الرَّسْم الرَّاتِب، وَقد يُضَاعف ذَلِك لِلْمُؤمنِ على قدر إخلاصه وَرضَاهُ عَنهُ إِلَى سَبْعمِائة وَإِلَى سبعين ألفا وَأكْثر كَمَا قَالَ أَبُو هُرَيْرَة فِي قَوْله: {فيضاعفه لَهُ أضعافا كَثِيرَة} [الْبَقَرَة: 245] قَالَ: ألفي ألف وَألْفي ألف.
676 - / 800 - وَفِي الحَدِيث السَّادِس: جَاءَ رجل فَقَالَ لَهُ: أبدع بِي فَاحْمِلْنِي. فَقَالَ: " مَا عِنْدِي " فَقَالَ رجل: أَنا أدله على من يحملهُ. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من دلّ على خير فَلهُ مثل أجر فَاعله ". [15] قَوْله: أبدع: أَي عطبت ركابي أَو كلت فَانْقَطع بِي. يُقَال للرجل إِذا كلت رَاحِلَته أَو عطبت فَانْقَطع بِهِ: قد أبدع بِهِ، وَيُقَال: أبدعت الركاب: إِذا كلت. [15] وَقَوله: " من دلّ على خير فَلهُ مثل أجر فَاعله " فِيهِ إِشْكَال: وَهُوَ أَن يُقَال: الدّلَالَة كلمة تقال، وَفعل الْخَيْر إِخْرَاج مَال مَحْبُوب، فَكيف يتساوى الأجران؟ [15] فَالْجَوَاب: أَن المثلية وَاقعَة فِي الْأجر، فالتقدير: لهَذَا أجر كَمَا