يسْأَل ويستعيذ: أَنه يسْأَل بِإِعَادَة الْآيَة، مثل أَن يقْرَأ: {رَبنَا فَاغْفِر لنا} [آل عمرَان: 193] فيردد ذَلِك، لَا أَنه يتَكَلَّم بِكَلَام من عِنْده، وَهَذَا الْأَشْبَه بأصولنا، وَقد قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام: " إِن صَلَاتنَا هَذِه لَا يصلح فِيهَا شَيْء من كَلَام الْآدَمِيّين ".
349 - / 415 - وَفِي الحَدِيث التَّاسِع: " كل مَعْرُوف صَدَقَة ".
الْمَعْرُوف: فعل الْخَيْر وَالْبر، وَإِنَّمَا كَانَ الْمَعْرُوف صَدَقَة لِأَنَّهُ لَا يجب.
350 - / 416 - وَفِي الحَدِيث الْعَاشِر: " تعرض الْفِتَن على الْقُلُوب كالحصير عودا عودا، فَأَي قلب أشربها نكت فِيهِ نُكْتَة سَوْدَاء، وَأي قلب أنكرها نكت فِيهِ نُكْتَة بَيْضَاء حَتَّى تصير على قلبين: أَبيض مثل الصَّفَا، فَلَا تضره فتْنَة مَا دَامَت السَّمَوَات وَالْأَرْض، وَالْآخر أسود مربادا كالكوز مجخيا، لَا يعرف مَعْرُوفا وَلَا يُنكر مُنْكرا، إِلَّا مَا أشْرب من هَوَاهُ ... ".
قَوْله: كالحصير، يَعْنِي أَن الْفِتَن تحيط بالقلوب فَتَصِير الْقُلُوب كالمحصور الْمَحْبُوس. وَقَالَ اللَّيْث: حَصِير الْجنب: عرق يَمْتَد مُعْتَرضًا على الْجنب إِلَى نَاحيَة الْبَطن، فَشبه إحاطتها بِالْقَلْبِ بإحاطة هَذَا الْعرق بالبطن.